منصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن إدريس البهوتي الحنبلي، نسبته إلى (بهوت) في غربية مصر، ولد سنة (1000هـ)، شيخ الحنابلة بمصر في عصره، كان عالـمًا عاملًا متبحرًا في العلوم الدينية، صارفًا أوقاته في تحرير المسائل الفقهية، ورحل الناس إليه من الآفاق لأجل أخذ مذهب الإمام أحمد بن حنبل عنه؛ فإنه انفرد في عصره بالفقه، وكان ممن انتهى إليه الإفتاء والتدريس، وتوفي سنة (1051هـ).
هذا كتاب شرح فيه مصنفه متن «منتهى الإرادات» لابن النجار، الذي جمع فيه بين «المقنع» لابن قدامة وبين كتاب «التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع» للمرداوي مع ضم بعض الفوائد والزيادات مبينًا القول الصحيح والراجح والمعمول به في المذهب, ثم شرحه ابن النجار نفسه, وهذا الكتاب لخصه المصنف من شرح ابن النجار ومن شرحه نفسه «كشاف القناع عن الإقناع»؛ فاشتمل الكتاب على جهود ابن قدامة والمرداوي وابن النجار والبهوتي في تحرير المذهب، وتنقيح الأقوال فيه، وبيان القول الراجح والصحيح عند الحنابلة؛ ومن ثم جاء هذا الكتاب في قمة كتب الحنابلة المعتمدة في القضاء والفتوى والدراسة والتدريس؛ فلقي القبول عند العلماء وانتشر بينهم.
يعتبر كتاب كشاف القناع من أوسع كتب الفقه في مذهب الإمام أحمد – رحمه الله – فقد قام مؤلفه – رحمه الله – بشرح كتاب الإقناع، ومزجه بشرحه، حتى صار كالشيء الواحد، وحل ما في الإقناع من التراكيب العسيرة، وتتبع أصوله التي أخذه منها، وعزا بعض الأقوال لقائلها، وذكر ما أهمله من القيود، وغالب علل الأحكام وأدلتها، وبين المعتمد من المواضع التي تعارض كلامه فيها، وزاد كثيرا من المسائل التي لم يذكرها صاحب الإقناع