الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام ***
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31)} {فَلا صَدَّقَ} كتاب الله تعالى {وَلا صَلَّى} لله عزّ وجلّ أو فلا صدق بالرسالة ولا آمن بالمرسل كذب الرسول صلى الله عليه وسلم وتولى عن المرسل أو كذب بالقرآن وتولى عن الطاعة نزلت في أبي جهل. {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)} {يَتَمَطَّى} يختال في نفسه «ع» أو يتبختر في مشيته أو يلوي مطاه وهو ظهره. {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34)} {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} وليك الشرّ وعيد على وعيد أو لك الويل، لقيه الرسول صلى الله عليه وسلم ببطحاء مكة متبختراً في مشيه فدفع في صدره وهزّه بيده وقال {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} فقال أبو جهل إليكم عني أتوعدني يا ابن أبي كبشة وما تستيطع أنت ولا ربك الذي تزعم أنه أرسلك شيئاً فنزلت هذه الآيات. {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)} {سُدىً} مهملاً لا يعترض عليه أو باطِلاً لا يبعث أو ملغى لا يؤمر ولا ينهى أو عبثاً لا يحاسب ولا يعاقب. {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)} {تُمْنَى} تراق ومنى لإراقة الدم بها أو تنشأ وتخلق أو تشترك لاشتراك ماء الرجل بماء المرأة. {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)} {هَلْ أَتَى} قد أتى أو أأتى {الإِنسَانِ} آدم عليه الصلاة والسلام خلق كخلق السماوات والأرض وما بينهما في آخر يوم الجمعة أو عام في كل إنسان «ع» {حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ} أربعين سنة بقي آدم عليه الصلاة والسلام فيها مصوراً من طين لازب وحمأ مسنون ثم نفخ فيه الروح بعد ذلك أو تسعة أشهر في بطن أمه أو زمان غير محدود «ع» {لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً} في الخلق وإن كان عند الله تعالى شيئاً مذكوراً أو كان شيئاً غير مذكور لأنه كان مصوراً ثم نفخ فيه الروح فصار مذكوراً. {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)} {خَلَقْنَا الإِنسَانَ} كل بني آدم اتفاقاً {نُّطْفَةٍ} إذا اختلط ماء الرجل وماء المرأة فهما نطفة أو النطفة ماء الرجل فإذا اختلط في الرحم بماء المرأة صار أمشاجاً {أَمْشَاجٍ} اختلاط المائين أو ألوان «ع» قال الرسول صلى الله عليه وسلم «ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر» وقيل نطفة الرجل حمراء وبيضاء ونطفة المرأة صفراء وخضراء أو الأمشاج العروق التي في النطفة أو الأطوار نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم كسوتها باللحم {نَّبْتَلِيهِ} نختبره بالخير والشرّ أو نختبره بشكره في السرّاء وصبره في الضرّاء أو نكلفه العمل بعد خلقه أو نأمره بالطاعة وننهاه عن المعصية أو فيه تقديم تقديره فجعلناه سميعاً بصيراً لنبتليه بالاختبار أو التكليف أو بالسمع والبصر. {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)} {السَّبِيلَ} الخير والشر أو الهدى والضلالة أو سبيل الشقاوة والسعادة أو خروجه من الرحم. {شَاكِراً} مؤمناً أو كافراً أو شاكراً للنعمة أو كفوراً بها ولما كان شكر الله تعالى لا يؤدى لم يأت فيه بلفظ المبالغة ولما عظم كفره مع الإحسان إليه جاء بلفظ المبالغة. {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5)} {الأَبْرَارَ} الصادقون أو المطيعون لأنه بَرُّوا الآباء والأبناء أو لكفهم الأذى «حتى عن الذر» «ح» أو لأدائهم حقوق الله تعالى ويوفون بالنذر {كَأْسٍ} كل كأس في القرآن فإنما يعنى بها الخمر {كَافُوراً} عين في الجنة اسمها كافور أو كافور الطيب تمزج به لبرده فيكون برد الكافور وطعم الزنجبيل أو لريحه ويختم بالمسك أو لطعمه فيكون طعمها طعم الكافور. {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)} {يَشْرَبُ بِهَا} ينتفع بها أو يشربها وهي التسنيم أشرف شراب أهل الجنة يشربها المقربون صرفاً وتمزج لسائر أهل الجنة بالخمر واللبن والعسل {يُفَجِّرُونَهَا} يقودونها حيث شاءوا من الجنة ويمزجونها بماء شاءوا {تَفْجِيراً} مصدر للتكثير أو يفجرون من تلك العين عيوناً لتكون أوسع. {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7)} {بِالنَّذْرِ} بما فرض من العبادات أو بما عقدوه على أنفسهم من حقّ الله تعالى أو بعهد من عاهدهم أو بالأيمان إذا حلفوا {مُسْتَطِيراً} فاشياً أو ممتداً. {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)} {عَلَى حُبِّهِ} على حب الطعام أو على شهوته أو على عزّته {وَأَسِيراً} المسجون المسلم أو العبد أو أسرى المشركين ثم نسخ بالسيف أو لم ينسخ. {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)} {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ} لم يقولوا ذلك ولكن علمه الله تعالى منهم فأثنى به عليهم {جَزَآءَ} بالفعال {وَلا شُكُوراً} بالمقال قيل نزلت في السبعة الذين تكفلوا أسرى بدر أبو بكر وعمر وعلي والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وأبو عبيدة رضي الله تعالى عنهم أجمعين. {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)} {عَبُوساً} تعبس الوجوه من شرّه، والقمطرير: الشديد أو العبوس الضيق والقمطرير الطويل أو العبوس بالشفتين والقمطرير بالجبهة والحاجبين فذلك صفة الوجه المتغيّر من شدائد ذلك اليوم. {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)} {نَضْرَةً} بياضاً ونقاءً أو حسناً وبهاءً أو أثر النعمة نضرة وجوههم وسروراً في قلوبهم. {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)} {جَنَّةً} يسكنونها {وَحَرِيراً} يلبسونه أو الحرير أثر العيش في الجنة ومنه لبس الحرير ليأثر في لذّة العيش نزلت في مطعم بن ورقاء الأنصاري نذر نذراً فوفاه أو في علي وفاطمة نذر صوماً ودخل فيه وخبزت فاطمة رضي الله تعالى عنها ثلاثة أقراص شعير ليفطر علي رضي الله تعالى عنه على قرص وتفطر هي على آخر ويأكل الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما الثالث فسألها مسكين فأعطته أحدها ثم سألها يتيم فأعطته الثاني ثم سألها أسير فأعطته الثالث وباتوا طاوين. {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)} {الأَرَآئِكِ} الأسرّة «ع» أو كل ما يتكأ عليه {لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً} أي لا يحتاجون إلى ضيائها لأنهم في ضوء دائم أو لا يتأذون بحرّها {زَمْهَرِيراً} برداً شديداً أي لا يرون حراً ولا برداً أو لون من العذاب أو الزمهرير هنا القمر لا يحتاجون إليه لأنهم في ضوء دائم. {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14)} {وَذُلِّلَتْ} لا يرد أيديهم عنها شوك ولا بعد وإذا قام ارتفعت وإذا قعد نزلت. {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16)} {قَوَارِيرَاْ} هي من فضة في صفاء القوارير. أو قوارير في بياض الفضة، قوارير كل أرض من تربتها وأرض الجنّة فضة «ع» {قَدَّرُوهَا} في أنفسهم فجاءت على ما قدروا «ح» أو على قدر أكفْ الخدم أو على مقدار لا تزيد فتفيض ولا تنقص فتغيض أو على قدريهم وكفايتهم لأنه ألذ وأشهى أو قدرت لهم وقدروا لها سواء. {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17)} {زَنجَبِيلاً} اسم التي فيها مزاج شراب الأبرار أو يمزج بالزنجبيل والعرب تستطيبه لحذوه اللسان وهضمه المأكول أو الزنجبيل طعم من طعوم الخمر تصف العرب به. {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)} {سَلْسَبِيلاً} اسم لها أو سَلْ سبيلاً إليها قاله علي رضي الله تعالى عنه أو سلسلة السبيل يصرفونها حيث شاءوا تسيل في حلوقهم انسلالاً أو حديدة الجرية أو لأنها تنسل عليهم في مجالسهم وغرفهم وطرقهم. {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)} {مُّخَلَّدُونَ} لا يموتون أو صغاراً لا يكبرون وشباباً لا يهرمون «ح» أو مسوَّرون «ع» {مَّنثُوراً} لكثرتهم أو لصفاء ألوانهم وحسن مناظرهم. {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20)} {نَعِيماً} كثرة النعمة أو كثرة التنعم {كَبِيراً} لسعته أو لاستئذان الملائكة عليهم وتحيتهم بالسلام {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)} {طَهُوراً} لا يبولون منه ولا يحدثون عنه بل عرق يفيض من أعراضهم كريح المسك أو لأنها طاهرة بخلاف خمر الدنيا أو ليس في أنهار الجنة نجاسة خلاف أنهار الدنيا. {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)} {ءَاثِماً} بالمعاصي {أَوْ كَفُوراً} بالنعم قيل أراد أبا جهل. {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)} {بُكْرَةً} صلاة الصبح {وَأَصِيلاً} الظهر والعصر. {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)} {فَاسْجُدْ لَهُ} المغرب والعشاء {وَسَبِّحْهُ} بتطوع الليل وكل تسبيح في القرآن فهو صلاة «ع» وسفيان الثوري. {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28)} {أَسْرَهُمْ} مفاصلهم أو خلقهم «ع» أو قوتهم. {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)} {وَالْمُرْسَلاتِ} الملائكة ترسل بالمعروف أو الرسل ترسل بما يعرفون به من المعجزات أو الرياح ترسل بما عرفها الله تعالى {عُرْفاً} متتابعات كعرف الفرس أو جاريات «ح» في القلوب أو معروفات في العقول. {فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2)} {فَالْعَاصِفَاتِ} الرياح أو الملائكة {عَصْفاً} ما تذروه في جريها أو ما تهلكه بشدّتها. {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3)} {وَالنَّاشِرَاتِ} الرياح تنشر السحاب أو الملائكة تنشر الكتب أو المطر ينشر النبات أو البعث ينشر الأرواح أو الصحف تنشر بأعمال العباد. {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4)} {فَالْفَارِقَاتِ} الملائكة تفرق بين الحق والباطل «ع» أو الرسل تفرق بين الحلال والحرام أو الرياح أو القرآن فرق آية آية أو لفرقه بين الحق والباطل. {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5)} {فَالْمُلْقِيَاتِ} الملائكة يلقون الوحي إلى الرسل أو الأنبياء أو الرسل يلقون ما أنزل إلى أممهم. {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6)} {عُذْراً} من الله تعالى إلى العباد أو إنذاراً بالعذاب وهو الملائكة أو الرسل أو القرآن. {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)} {لَوَاقِعٌ} بكم. {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8)} {طُمِسَتْ} محي نورها كطمس الكتاب. {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9)} {فُرِجَتْ} فتحت وشقت. {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10)} {نُسِفَتْ} ذهبت وسويت بالأرض. {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)} {أُقِّتَتْ} وعدت أو أجلت أو جمعت {وُقِتَتْ} عرفت ثوابها. {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16)} {الأَوَّلِينَ} قوم نوح عليه الصلاة والسلام أو كل أمّة استؤصلت بالتكذيب. {ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآَخِرِينَ (17)} {نُتْبِعُهُمُ الأَخِرِينَ} في الإهلاك بالسيف أو بعذاب الآخرة. {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20)} {مَّآءٍ مَّهِينٍ} صفوة الماء «ع» أو ضعيف أو سائل. {فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21)} {قَرَارٍ مَّكِينٍ} الرحم لا يؤذيه حر ولا برد أو مكان حريز. {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23)} {قدَّرنا} وقَدَرنا واحد أو بالتخفيف ملكنا وبالتشديد قضينا. {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25)} {كِفَاتاً} كِنّاً «ع» أو وعاء أو مجمعاً أو غطاء. {أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26)} {أَحْيَآءً} يجمعهم أحياء على ظهرها {وَأَمْوَاتاً} في بطنها أو الأرض منها أحياء بالنبات وأموات بالخراب الجفاف. {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30)} {شُعَبٍ} الضريع والزقوم والغسلين أو لدخانها ثلاث شعب تحيط به شعبة فوقه وشعبة عن يمينه وشعبة عن شماله. {لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31)} {لا ظَلِيلٍ} يدفع الأذى {اللَّهَبِ} ما يعلو النار المضطرمة من أصفر وأحمر وأخضر. {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32)} {كَالْقَصْرِ} أصول الشجر العظام أو قصر البناء أو الجبل أو أعناق الدواب أو خشبة كان [أهل] الجاهلية يعضدونها نحو ثلاثة أذرع يسمونها القصر «ع» و{بِشَرَرٍ} ما يتطاير من النار. {كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33)} {جِمَالَتٌ صُفْرٌ} سود لأنّ سوادها يضرب إلى الصفرة شبهها بها في سرعة سيرها أو في متابعة بعضها بعضاً، أو قُلُوس السفن «ع» أو قطع النحاس «ع». {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39)} {كَيْدٌ} حيلة أو امتناع منا. {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48)} {ارْكَعُواْ} يقال لهم ذلك في الآخرة تقريعاً أو نزلت في ثقيف لما امتنعوا من الصلاة والركوع هنا الصلاة. {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} {فَبِأَىِّ} كتاب بعد القرآن تصدّقون. {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)} {يَتَسَآءَلُونَ} لما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم تنازعت قريش فيما دعا إليه واختصموا. {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)} {النَّبَإِ الْعَظِيمِ} القرآن أو البعث أو القيامة أو أمر الرسول صلى الله عليه سلم. {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)} {مُخْتَلِفُونَ} اختلف المسلمون والمشركون فَصدَّق المسلمون وكَذَّب المشركون أو اختلف المشركون فمصدق ومكذب. {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)} {سَيَعْلَمُونَ} وعيد للكفار بعد وعيد فالأول بعذاب القيامة والثاني وعيد لهم بعذاب النار «ح» أو الأول وعيد لهم بالنار والثاني وعد المؤمنين بالجنة قاله الضحاك. {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)} {سُبَاتاً} نعاساً أو سكناً أو راحة، يوم السبت للراحة فيه سبت الرجل: استراح أو قطعاً للأعمال السبت القطع سبت شعره قطعه، يوم السبت: لانقطاع العمل فيه. {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)} {لِبَاساً} سكناً أو غشاء لستره الأشياء كالثوب. {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)} {مَعَاشاً} سمي الكسب معاشاً لأنه يعاش به. {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)} {وَهَّاجاً} مضيئاً «ع» أو متلألئاً أو من وهج الحرّ أو وقاداً جمع الضياء والحَمَى، والسراج هنا: الشمس. {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)} {الْمُعْصِرَاتِ} الرياح «ع» أو السحاب أو السماء «ح» {ثَجَّاجاً} كثيراً أو منصباً «ع». {لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15)} {حَبّاً} ما كان في كمام الزرع المحصود والنبات الذي يُرعى أو الحب اللؤلؤ والنبات العشب قال عكرمة: ما نزلت قطرة من السماء إلا نبت بها في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة. {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)} {أَلْفَافاً} الزرع المجتمع بعضه إلى بعض أو الشجر الملتف بالثمر أو البساتين ذوات الألوان. {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)} {الْفَصْلِ} بين الأولين والآخرين {مِيقَاتاً} للثواب والعقاب أو ميعاداً للجمع. {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)} {وَسُيِّرَتِ} أزيلت عن مواضعها أو نسفت من أصولها {سَرَاباً} هباءً أو كالسراب الذي يظن أنُّه ماء وليس بماء. {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21)} {مِرْصَاداً} راصدة تجازيهم بأعمالهم أو عليها رصد فمن جاء بجواز جاز ومن لم يجىء بجواز حبس «ح» أو المرصاد وعيد من الله تعالى وعد به الكفار. {لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22)} {لِّلطَّاغِينَ} في الدين بالكفر وفي الدنيا بالظلم {مَآباً} مرجعاً أو مأوى ومنزلاً. {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)} {أَحْقَاباً} بعد أحقاب أبداً، والحقب: ثمانون سنة أو أربعون سنة أو سبعون أو ثلاثمائة أو سبعون ألفاً «ح» أو دهر طويل غير محدود أو ألف شهر عبر عن خلودهم بتتابع الأحقاب عليهم، أو حد عذابهم بالحميم والغساق بالأحقاب فإذا انقضت الأحقاب عذبوا بغير ذلك من العذاب. {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24)} {بَرْداً} راحة أو برد الهواء أو النوم. بردت مراشفها عَليّ فصدني *** عنها وعن تقبيلها البرد {وَلا شَرَاباً} عذباً. {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25)} {حَمِيماً} حاراً محرقاً أو دموعهم تجمع في حياض في النار فيسقونها أو نوع من شراب أهل النار. {وَغَسَّاقاً} القيح الغليظ أو الزمهرير المحرق برده «ع» أو صديد أهل النار أو المنتن. {جَزَاءً وِفَاقًا (26)} {وِفَاقاً} جمع وفق، وافق سوء الجزاء سوء العمل. {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27)} {لا يَرْجُونَ} ثواباً ولا يخافون عقاباً «ع» أو لا يخافون وعد الله بالحساب والجزاء. {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)} {مَفَازاً} منتزهاً أو فوزاً بالنجاة من النار والعذاب بالجنة والرحمة. {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)} {وَكَوَاعِبَ} نواهد «ع» أو عذارى {أَتْرَاباً} أقراناً أو أمثالاً أو متصافيات أو متواخيات. {وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)} {دِهَاقاً} مملوءة «ع» أو متتابعة مع بعضها بعضاً أو صافية. {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35)} {كِذَّاباً} لغواً باطلاً «ع» أو حلفاً عند شربها أو شتماً أو معصية، كذاباً: لا يكذب بعضهم بعضاً أو الخصومة أو المأثم {فِيهَا} في الجنة أو في شرب الخمر. {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)} {حِسَاباً} كافياً أو كثيراً أو حاسبهم فأعطاهم بالحسنة عشراً. {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)} {الرُّوحُ} خلق كهيئة الناس وليسوا بناس وهم جند لله تعالى أو أشراف الملائكة أو حفظة على الملائكة أو جبريل عليه السلام أو ملك من أعظم الملائكة خلقاً «ع» أو أرواح بني آدم تقوم صفاً والملائكة صفاً أو بنو آدم أو القرآن {لا يَتَكَلَّمُونَ} لا يشفعون {إِلا مَنْ أّذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} في الشفاعة «ح» أو لا يتكلمون بشيء إلا من أذن له الرحمن بشهادة أن لا إله إلا الله. {صَوَاباً} حقاً أو قول لا إله إلا الله أو قول الروح يومئذٍ «لا تُدخل الجنة إلا بالرحمة ولا النار إلا بالعمل» ح «. {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39)} {الْيَوْمُ الْحَقُّ} لأن مجيئه حق أو لأنه يحكم فيه بالحق {مَآباً} سبيلاً أو مرجعاً. {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)} {قَرِيباً} في الدنيا أو يوم بدر أو عذاب القيامة كل آت قريب {الْمَرْءُ} ينظر المؤمن ما قدم من خير {وَيَقُولُ الْكَافِرُ} يبعث الحيوان فيقاد للموقوذة والمركوضة والمنطوحة من الناقرة والراكضة والناطحة ثم يقال كونوا تراباً بلا جنة ولا نار فيقول الكافر يا ليتني كنت تراباً صرت اليوم تراباً بلا جنة ولا نار أو ليتني كنت مثل هذا الحيوان في الدنيا فأكون اليوم تراباً قيل نزلت {يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} في أبي سلمة بن عبد الأسد {وَيَقُولُ الْكَافِرُ} في أخيه الأسود بن عبد الأسد. {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1)} {وَالنَّازِعَاتِ} الملائكة تنزع نفوس بني آدم أو الموت ينزع النفوس أو النفس حين تُنزع أو النجوم تنزع من أفق إلى أفق ومن مشرق إلى مغرب «ح» أو القسيّ تنزع بالسهم أو الوحش تنزع وتنفر {غَرْقاً} إبعاداً في النزع. {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2)} {وَالنَّاشِطَاتِ} الملائكة تنشُط أرواح المؤمنين بسرعة كنشط العقال «ع» أو النجوم تنشط من مطالعها إلى مغاربها أو الموت ينشط نفس الإنسان أو النفس حيث تنشط بالموت أو الأوهاق أو الوحش حين ينشط من بلد إلى بلد. {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3)} {وَالسَّابِحَاتِ} الملائكة سبحوا إلى الطاعة قبل بني آدم أو النجوم تسبح في فلكها أو الموت يسبح في النفوس أو السفن تسبح في الماء أو الخيل. {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4)} {فَالسَّابِقَاتِ} الملائكة سبقت إلى الإيمان أو تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء أو النجوم تسبق بعضها بعضاً أو الموت يسبق إلى النفس أو النفس تسبق بالخروج عند الموت أو الخيل. {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)} {فَالْمُدَبِرَّاتِ} الملائكة تدبر ما أمرت به وأرسلت فيه أو ما وكلت به من الرياح والأمطار أو المدبرات الكواكب السبعة قاله معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه تدبر طلوعها وأفولها أو ما قضاه الله تعالى فيها من تقليب الأحوال. أقسم بهذه الأشياء أو بربها وخالقها وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثنّ ثم لتحاسبنّ أو قوله {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً} [النازعات: 26]. أو {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} القيامة {الرَّادِفَةُ} البعث «ع» أو النفخة الأولى تميت الأحياء والنفخة الثانية تحيي الموتى وبينهما أربعون سنة فالأولى من الدنيا والثانية من الآخرة أو {الرَّاجِفَةُ} الزلزلة التي ترجف الأرض وةالجبال والرادفة إذا دكتا دكة واحدة. {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8)} {وَاجِفَةٌ} خائفة أو طائرة عن أماكنها. {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)} {خَاشِعَةٌ} ذليلة أو شاخصة. {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10)} {الْحَافِرَةِ} الحياة بعد الموت «ع» أو الأرض المحفورة أو النار أو الرجوع إلى الحالة الأولى تكذيباً بالبعث رجع فلان على حافرته إذا رجع من حيث جاء. {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11)} {نَّخِرَةً} بالية أو عفنة أو مجوفة تدخلها الريح فتنخر أي تصوت {ناخرة} تنخر فيها الريح. {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12)} {خَاسِرَةٌ} ليست بكائنة لا يجيء منها شيء كالخسران أو إن بعثنا لنخسرن بالنار. {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13)} {زَجْرَةٌ} غضبة واحدة أو نفخة واحدة تحيي جميع الخلق. {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)} {بِالسَّاهِرَةِ} وجه الأرض لأنّ فيه نوم الحيوان وسهره أو اسم مكان بالشام هو الصقع الذي بين جبل أريحا وجبل حسَّان ويمده الله تعالى كيف شاء أو جبل بيت المقدس أو جهنم قاله قتادة. {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)} {بِالْوَادِ} واد بأيلة أو بفلسطين «ح» {الْمُقَدَّسِ} المبارك أو المطهر قدس مرتين «ح» {طُوىً} اسم للوادي أو لأنه مرَّ به ليلاً وطواه «ع» أو لأنه طوي بالبركة أو يعني طأ الأرض بقدمك قاله عكرمة ومجاهد. {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18)} {تَزَكَّى} تسلم أو تعمل خيراً. {فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20)} {الأَيَةَ الْكُبْرَى} عصاه ويده «ح» أو الجنة والنار. {فَحَشَرَ فَنَادَى (23)} {فَحَشَرَ} السحرة للمعارضة ونادى جنده للمحاربة أو حشر الناس للحضور {فَنَادَى} فخطب عليهم. {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25)} {نَكَالَ الأَخِرَةِ} عذاب الدنيا والآخرة، في الدنيا بالغرق وبالنار في الآخرة أو عذاب عمره وآخره أو الأول قوله {عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرِى} [القصص: 38] والآخر قوله {أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى} وكان بينهما أربعون سنة «ع» أو ثلاثون وبقي بعد الآخرة ثلاثين سنة أو عذاب أول النهار وآخره بالنار {النار يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً} [غافر: 46]. {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)} {وَأَغْطَشَ} أظلم {ضُحَاهَا} أخرج شمسها «ع» أو أضاء نهارها وأضاف الليل والنهار إلى السماء لأنّ منها الظلمة والضياء. {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} {بَعْدَ ذَلِكَ} مع ذلك أو خلق الأرض قبل السماء ثم دحاها بعد السماء {دَحَاهَآ} بَسَطَها «ع» ودحيت من موضع الكعبة أو من مكة أو حرثها وشقها أو سواها. {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)} {الطَّآمَّةُ} النفخة الآخرة «ح» أو الساعة طمت كل داهية أو اسم للقيامة «ع» أو سوق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار والطامة في اللغة الغاشية أو الغامرة أو الهائلة تطم كل شيء أي تغطيه. {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40)} {مَقَامَ رَبِّهِ} يخافه في الدنيا عند مواقعة الذنب فيقطع أو يخاف وقوفه في الآخرة بين يديه للحاسب {وَنَهَى} زجر نفسه عن المعاصي. قيل نزلت في مصعب بن عمير. {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42)} {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} متى منتهاها أو زمانها سألوا عنها استهزاء فنزلت. {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)} {فِيمَ أَنتَ} فيم يسألونك عنها وأنت لا تعلمها أو فيما تسأل عنها وليس لك السؤال عنها. {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)} {عَشِيَّةً} ما بعد الزوال {أَوْ ضُحَاهَا} في الدنيا وهو ما قبل الزوال. {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)} {عَبَسَ وَتَوَلَّى} قطب وأعرض. {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)} {يَزَّكَّى} يؤمن أو يتعبد بالأعمال الصالحة أو يحفظ ما تتلوه عليه من القرآن ويتفقَّه في الدين، «أ» صلة تقديره يزكى ويذكر. {يَذَّكَّرُ} يتعظ أو يتفقّه كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا رآه مقبلاً بسط له رداءه حتى جلس عليه إكراماً له «ع». {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11)} {إِنَّهَا} هذه السورة أو القرآن. {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)} {فَمَن شَآءَ} الله تعالى ألهمه الذكر أو من شاء أن يتذكر بالقرآن أذكره الله. {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13)} {مُّكَرَّمَةٍ} عند الله تعالى أو في الدين لما فيها من العلم أو لأنه نزل بها كرام الحفظة. {مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14)} {مَّرْفُوعَةٍ} في السماء أو في قدرها وشرفها {مُّطَهَّرَةٍ} من الدنس أو الشرك أو من أن تنزل على المشركين أو لا يسمها إلا المطهرون. {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15)} {سَفَرَةٍ} الملائكة لأنهم سفرة بين الله تعالى ورسله، سفر بين القوم: إذا بلَّغ أو القراء لأنهم يقرؤون الأسفار أو الكتبة «ع»، سفر سفراً إذا كتب قيل للكتاب سفر وللكاتب سافر من تبيين الشيء وإيضاحه منه إسفار الصبح: وضوحه، وسفرت المرأة: كشفت نقابها. {كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)} {كِرَامٍ} على الله تعالى أو عن المعاصي أو يتكرمون على من باشر زوجته بالستر عليه دفاعاً عنه وصيانة له {بَرَرَةٍ} مطيعين أو صادقين واصلين أو متّقين مطهرين. {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)} {قُتِلَ} عذب أو لعن {الإِنسَانُ} كل كافر أو أمية بن خلف أو عتبة بن أبي لهب حين قال كفرت برب النجم إذا هوى فقال الرسول صلى الله عليه سلم «اللهمّ سلّط عليه كلبك» فأخذه الأسد في طريق الشام. {مَآ أَكْفَرَهُ} ما أشدّ كفره أو أي شيء أكفره على جهة الاستفهام أو ما ألعنه. {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20)} {السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} خروجه من بطن أمه أو سبيل السعادة والشقاوة أو الهدى والضلالة. {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21)} {فَأَقْبَرَهُ} جعل له من يقبره أو جعله ذا قبر يدفن فيه. {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)} {لَمَّا يَقْضِ} لا يفعل الكافر ما أمرته من الطاعة والإيمان أو عامة في المؤمن والكافر أو لا يقضي أحد أبداً كل ما فرض عليه. {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)} {طَعَامِهِ} الذي يحيى به من أي شيء هو أو ما يخرج منه أي شيء كان ثم كيف صار بعد حفظ الحياة ونمو الجسد. {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26)} {شَقَقْنَا الأَرْضَ} للنبات. {وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28)} {وَقَضْباً} القت والعلف لأنه يقضب ظهوره. {وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30)} {وَحَدَآئِقَ} ما التف واجتمع «ع» أو نبت الشجر كله أو ما أحيط عليه من النخل والشجر وما لم يحط فليس بحديقة {غُلْباً} نخلاً كراماً «ح» أو شجراً طوالاً غلاظاً والأغلب الغليظ. {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31)} {وَأَبّاً} مرعى البهائم «ع» أو كل ما نبت على وجه الأرض أو كل نبات سوى الفاكهة والثمار الرطبة أو التبن خاصة أو يابس الفاكهة وهذا مثل ضرب لقدرته على البعث. {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33)} {الصَّآخَّةُ} النفخة الثانية يصيخ الخلائق لاستماعها أو اسم للقيامة لإصاخة الخلق إليها من الفزع «ع». {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34)} {يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} الآية لما بينهم من التبعات أو حتى لا يروا عذابه أو لاشتغاله بنفسه. {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38)} {مُّسْفِرَةٌ} مشرقة أو فرحة. {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41)} {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} تغشاها شدّة وذلّة «ع» أو خزي أو سواد أو غبار أو كسوف الوجه، القترة: ما ارتفعت إلى السماء والغبرة ما انحطت إلى الأرض.
|