الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام ***
{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1)} {كُوِّرَتْ} ذهب نورها «ع» أو غُوِّرت أو اضمحلت أو نكست أو جمعت فألقيت ومنه كارة الثياب لجمعها. {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2)} {انكَدَرَتْ} تناثرت أو تساقطت أو تغيرت «ع» سميت نجوماً لظهورها في السماء. {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)} {سُيِّرَتْ} ذهبت عن أماكنها فسويت بالأرض كما خلقت أول مرة وليس عليها جبل ولا فيها واد. {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4)} {الْعِشَارُ} جمع عشراء وهي الناقة إذا صار لحمها عشرة أشهر وكانت أنفس أموالهم عندهم {عُطِّلَتْ} لم تحلب ولم تُصَر أو أهملت لاشتغالهم بأنفسهم من شدّة خوفهم. {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5)} {حُشِرَتْ} جمعت أو اختلطت فصارت بين الناس أو حشرت للقيامة ليقتص للجماء من القرناء أو حشرها موتها «ع». {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6)} {سُجِّرَتْ} فاضت أو يبست أو أرسل عذبها على مالحها ومالحها على عذبها فامتلأت أو فجرت فصارت بحراً واحداً أو سيرت كما تسير الجبال أو احمر ماؤها من قولهم عين سجراء أي حمراء أو أوقدت فاشتعلت ناراً «ع» أو جعل ماؤها شارباً يعذب به أهل النار. {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)} {زُوِّجَتْ} أي حشر أهل الخير مع أهل الخير إلى الجنة وأهل الشرّ مع أهل الشر إلى النار أو يزوج رجال أهل الجنة بنسائها ورجال أهل النار بنسائها أو زوجت الأرواح بالرد إلى الأجساد فصارت زوجاً لها أو قرن كل غاوٍ بمن أغواه من شيطان أو إنسان. {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8)} {الْمَوْءُدَةُ} المدفونة حية خوف سبيها واسترقاقها أو خشية الفقر وكان أشرافهم لا يفعلون ذلك سميت بذلك لموتها بثقل التراب. {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا} [البقرة: 255] لا يثقله. {سُئِلَتْ} لم قتلت توبيخاً للقاتل تقول لا ذنب لي وقرأ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما {سألت} أي سأتل قاتلها لم قتلتني فلا يكون له عذر. {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10)} {الصُّحُفُ} صحائف الأعمال تطوى بالموت وتنشر في القيامة ليقفوا على ما عملوا، فمن شدد {نُشِّرت} أراد التكرير للمبالغة في تقريع العاصي وتبشير الطائع أو تكرار ذلك من الإنسان أو الملائكة والشهداء عليه. {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11)} {كُشِطَتْ} ذهبت أو كسفت أو طويت. {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12)} {سُعِّرَتْ} أحميت أو أوقدت أو سعرها غضب الله تعالى من خطايا بني آدم. {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13)} {أُزْلِفَتْ} قربت. {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15)} {بِالْخُنَّسِ} النجوم تخنس بالنهار إذا غربت أو خمسة منها زحل وعطارد والمشتري والمريخ والزهرة قاله علي رضي الله تعالى عنه خصّها بالذكر لاستقبالها الشمس أو لقطعها المجرة، أو بقر الوحش أو الظباء. {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)} {الجواري} في سيرها {الْكُنَّسِ} الغيب مأخوذ من كناس الوحش الذي يختفي فيه أو بقر الوحش لاختفائها في كناسها، أو الظباء. {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17)} {عَسْعَسَ} أظلم أو ولى «ع» أو أقبل، والعس: الامتلاء ومنه القدح الكبير عس لامتلائه بما فيه فأطلق على إقبال الليل لابتداء امتلائه وعلى ظلامه لاستكمال امتلائه. {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)} {وَالصُّبْحِ} طلوع الفجر أو طلوع الشمس قاله الضحاك {تَنَفَّسَ} بان إقباله أو زاد ضوءه. {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)} {رَسُولٍ كَرِيمٍ} جبريل عليه السلام أو النبي صلى الله عليه وسلم. {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)} {مُّطَاعٍ ثَمَّ} في السماء عند الملائكة {أَمِينٍ} عند الله تعالى. {وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23)} {وَلَقَدْ رَءَاهُ} محمد صلى الله عليه وسلم رأى ربه أو رأى جبريل عليه السلام على صورته ببصره «ع» أو بقلبه {بِالأُفُقِ} مطلع الشمس أو أقطار السماء ونواحيها وهو الأفق الشرقي أو الغربي أو نحو أجياد وهو مشرق مكة «{الْمُبِينِ} صفة للأفق أو لمن رآه». {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)} {الْغَيْبِ} القرآن {بظنين} بمتهم أن يأتي بما لم ينزل عليه «ع» أو بضعيف عن تأديته {بِضَنِينٍ} ببخيل أن يُعلِّم ما علم أو بمتهم. أن يؤدي ما لم يؤمر به. {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)} {تَذْهَبُونَ} إلى أين تعدلون عن كتاب الله تعالى وطاعته أو فأي طريق أهدى من الله تعالى. {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)} {وَمَا تَشَآءُونَ} الاستقامة على الحق {إِلآ أَن يَشَآءَ اللَّهُ} تعالى لكم وما تشاءون الهداية إلا أن يشاء الله تعالى إلى توفيقكم أو ما تشاءون التذكر بآية من القرآن إلاّ أن يشاء الله تعالى إنزالها عليكم، لما نزلت {لِمَن شَآءَ مِنكُمْ} قال أبو جهل ذاك إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم فنزلت {وَمَا تَشَآءُونَ} الآية. {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)} {انفَطَرَتْ} انشقت أو سقطت. {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2)} {انتَثَرَتْ} سقطت سوداء لا ضوء لها. {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3)} {فُجِّرَتْ} يبست أو خرقت فصارت بحراً واحداً وكانت سبعة أبحر أو فجّر عذبها في مالحها ومالحها في عذبها. {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)} {بُعْثِرَتْ} بحثت وثورت «ع» قال الفراء فيخرج ما في بطنها من ذهب وفضة وذلك من أشراط الساعة ثم يخرج الموتى أو حركت للبعث أو بعث من فيها من الأموات. {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)} {مَّا قَدَّمَتْ} من طاعة {وَأَخَّرَتْ} من حق الله تعالى «ع» أو ما عملت وما تركت أو ما قدّمت من الصدقات وما أخّرت من الميراث. {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)} {الإِنسَانُ} كل كافر أو أُبي بن خلف أو الأشد بن كلدة بن أسد الجمحي «ع» غره الشيطان أو جهله وحمقه قاله عمر رضي الله تعالى عنه. {الْكَرِيمِ} الذي يتجاوز ويصفح. {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} {فِى أَىِّ صُورَةٍ} شبه أب أو أم أو خال أو عم أو من حسن أو قبح أو طول أو قصر أو ذكر أو أنثى أو فيما شاء صور الخلق {رَكَّبَكَ} حتى صرت على صورتك التي أنت عليها لا يشبهك شيء من الحيوان. {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)} {بِالدِّينِ} الإسلام أو الحساب والجزاء أو العدل والقضاء. {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10)} {لَحَافِظِينَ} ملائكة، يحفظ كل إنسان ملكان، عن يمينه كاتب الحسنات والآخر عن يساره يكتب السيئات. {كِرَامًا كَاتِبِينَ (11)} {كِرَاماً} على الله تعالى أو الإيمان أو لأنهما لا يفارقان ابن آدم إلا عند الغائط والجماع يعرضان عنه ويكتبان ما تكلم به. {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)} {نَعِيمٍ} الجنة، {جَحِيمٍ} النار. {وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)} {وَمَا هُمْ} عن القيامة أو النار {بِغَآئِبِينَ}. {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17)} {وَمَآ أَدْرَاكَ} كرّر ذلك تعظيماً لشأنه أو الأول خطاب للفجار ترهيباً والثاني خطاب للأبرار ترغيباً. {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)} {لا تَمْلِكُ} مخلوق لمخلوق نفعاً ولا ضراً {وَالأَمْرُ} والأمر في الثواب والعقاب أو العفو والانتقام لله تعالى. {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)} {وَيْلٌ} وادٍ في جهنم أو النار أو صديد أهلها أو الهلاك أو أشق العذاب أو النداء بالخسار والهلاك أو أصله وي لفلان أي الحرب لفلان ثم كثر استعمال الحرفين فوصلا بلام الإضافة، والتطفيف: التقليل فالمطفف مقلل بحق صاحبه بنقصانه في كيل أو وزن أو أخذ من طف الشيء وهي جهته. {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ} مقدار ثلاثمائة سنة بين يديه قياماً لفصل القضاء أو يقومون من قبورهم أو جبريل يقوم لرب العالمين. {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)} {كَلآ} حقاً أو موضوع للزجر والتنبيه {سِجِّينٌ} سفال أو خسار أو تحت الأرض السابعة أو الأرض السابعة وسجين السماء: الدنيا قاله ابن أسلم أو صخرة في الأرض السابعة يجعل كتابهم تحتها أو جُب في جهنم مفتوح والفلق جب فيها مغطى مأثور أو تحت إبليس أو حجر أسود تحت الأرض يكتب فيه أرواح الكفار أو الشديد أو السِّجين فعيل من سجنته وفيه مبالغة. {كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)} {مَّرْقُومٌ} مكتوب أو مختوم أو رقم أو رقم لهم بِشرِّ لا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد. {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)} {رَانَ} طبع أو غلب أو ورود الذنب على الذنب حتى يعمى القلب «ح» أو الصدأ يغشى القلب كالغيم الرقيق. {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)} {عِلِّيِّينَ} الجنة أو السماء السابعة فيها أرواح المؤمنين أو قائمة العرش اليمنى أو في علو وصعود إلى الله تعالى «ح» أو سدرة المنتهى. {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)} {نَضْرَةَ النَّعِيمِ} الطراوة والغضارة أو البياض أو عين في الجنة يتوضؤون منها ويغتسلون فتجري عليهم نضرة النعيم قاله علي رضي الله تعالى عنه. {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25)} {رَّحِيقٍ} عين في الجنة مشوب بالمسك «ح» أو شراب أبيض يختمون به شرابهم أو الخمر في قول الجمهور وهي الخمر الصافية أو أقصى الخمر وأجودها قاله الخليل أو الخالصة من الغش أو العتيقة {مَّخْتُومٍ} ممزوج أو ختم إناؤه بختم. {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)} {خِتَامُهُ مِسْكٌ} مزاجه أو عاقبته يمزج بالكافور ويختم بالمسك أو طعمه وريحه مسك أو طينه مسك أو ختمه الذي يختم به إناءه مسك {فَلْيَتَنَافَسِ} فليعمل أو فليبادر «ع» أخذ التنافس من الشيء النفيس أو من الرغبة فيما تميل إليه النفوس. {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27)} {تَسْنِيمٍ} الماء أو عين يشربها المقربون صرفاً وتمزج لأصحاب اليمين أو عين في جنة عدن وهي دار الرحمن وأهل عدن جيرانه أو خفايا أخفاها الله تعالى لأهل الجنة لا يعرف لها مثال «ح» فأصل التسنيم في اللغة أنها عين تجري من علو إلى سفل سنام البعير: لعلوه من بدنه ومنه تسنيم القبور. {وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)} {فاكهين} معجبين «ع» أو فرحين أو لاهين أو ناعمين. {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)} {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} هذا سؤال المؤمنين عن الكفار حين فارقوهم أثيبوا على كفرهم أو جوزوا على ما كانوا يفعلون. {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)} {وَأَذِنَتْ} سمعت {وَحُقَّتْ} أطاعته أو حق لها أن تفعل ذلك. {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3)} {مُدَّتْ} كان البيت قبل الأرض بألفي عام فمدت الأرض من تحته أو أرض القيامة وهو أشبه بالسياق تبسط فيمدها الله تعالى مد الأديم أو سويت بدك الجبال ونسف البحار. {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4)} {وَأَلْقَتْ} ما في بطنها من الموتى وتخلت ممن على ظهرها من الأحياء أو ألقت كنوزها ومعادنها وتخلت من جبالها وبحارها. {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)} {كَادِحٌ} ساعٍ إلى ربك حتى تلاقيه أو عامل لربك عملاً تلقاه به من خير أو شر «ع». {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)} {يَسِيراً} يجازي على الحسنات ويتجاوز له عن السيئات أو يعرف عمله ثم يتجاوز عنه مأثور أو العرض مأثور أيضاً قال الرسول صلى الله عليه سلم: «يعرض الناس ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فتطير الكتب في الأيدي فبين آخذٍ كتابه بيمينه وبين آخذٍ كتابه بشماله». {وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9)} {إِلَى أَهْلِهِ} الذين أعدهم الله تعالى له في الجنة. {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14)} {يَحُورَ} يرجع مبعوثاً حياً. {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16)} {بِالشَّفَقِ} شفق الليل الأحمر «ع» أو الشمس أو ما بقي من النهار أو النهار كله. {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17)} {وَسَقَ} جمع أو جن وستر «ع» أو سائق لأن ظلمة الليل تسوق كل شيء إلى مأواه أو ما عمل فيه. {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18)} {اتَّسَقَ} استوى «ع» اتسق الأمر انتظم واستوى وليلة أربعة عشر هي ليلة السواء أو استدار أو اجتمع. {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19)} {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً} سماء بعد سماء أو حالاً بعد حال فطيماً بعد رضيع وشيخاً بعد شاب أو أمراً بعد أمر رخاء بعد شدّة وشدّة بعد رخاء وغنىً بعد فقر وفقراً بعد غنى وصحة بعد سقم وسقماً بعد صحة «ح» أو منزلة بعد منزلة يرتفع في الآخرة قوم كانوا متضعين في الدنيا ويتضع فيها قوم كانوا مرتفعين في الدنيا أو عملاً بعد عمل أو الآخرة بعد الأولى أو شدّة بعد شدّة حياة ثم موت ثم بعث ثم جزاء في كل حال من هذه الأحوال شدّة. {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23)} {يُوعُونَ} يسرون في قلوبهم أو يكتمون من أفعالهم أو يجمعون من سيئاتهم من الوعاء الذي يجمع ما فيه. {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)} {مَمْنُونٍ} محسوب أو منقوص أو مقطوع أو مكدر بالمن والأذى. {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1)} {الْبُرُوجِ} النجوم أو القصور «ع» أو الخلق الحسن أو المنازل اثنا عشر برجاً منازل الشمس والقمر. {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2)} {الْمَوْعُودِ} يوم القيامة وعدوا فيه بالجزاء. {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)} {وَشَاهِدٍ} يوم الجمعة {وَمَشْهُودٍ} يوم عرفة مأثور. أو الشاهد يوم النحر والمشهود يوم عرفة أو الشاهد الملائكة والمشهود الإنسان أو المشهود يوم القيامة والشاهد الله تعالى أو آدم أو عيسيى بن مريم أو محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين وسلم تسليماً كثيراً ألى يوم الدين أو الإنسان «ع». {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)} {قُتِلَ} جواب القسم أو {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ} {الأُخْدُودِ} الشق العظيم في الأرض وجمعه أخاديد، وهي حفائر شقت في الأرض وأوقد فيها النار وأُلقي فيها مؤمنون امتنعوا من الكفر كانوا حبشة أو نبطاً أو من بني إسرائيل أو من أهل نجران أو من أهل اليمن أو دانيال وأصحابه أو نصارى بالقسطنطينية أو نصارى باليمن قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة وكانوا نيفاً وثمانين رجلاً حرقهم في الأخدود يوسف بن شراحيل بن تبع الحميري وقيل الأخاديد ثلاثة خذ بالشام وخد بالعراق وخد باليمن فقوله {قُتِلَ} أي أُهلك المؤمنون أو لُعن الكافرون الفاعلون، قيل صعدت النار إليهم وهم شهود عليها فأحرقتهم فذلك قوله {وَلَهُمْ عَذَابُ الحريق} [البروج: 10]. {وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)} {شُهُودٌ} على الأخدود أو شهود على المؤمنين بالضلال. {إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13)} {يُبْدِئُ وَيُعِيدُ} يحيي ويميت أو يميت ويحيي أو يخلق ثم يبعث أو يبدىء العذاب ويعيده «ع». {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14)} {الْغَفُورُ} الساتر للعيوب أو العافي عن الذنوب. {الْوَدُودُ} المحب أو الرحيم أو الذي لا ولد له. {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)} {الْمَجِيدُ} الكريم أو العالي. {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)} {مَّحْفُوظٍ} عند الله تعالى وبالرفع القرآن محفوظ من الشياطين أو من التغيير والتبديل وقيل اللوح شيء يلوح للملائكة فيقرؤونه. {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1)} {الطَّارِقُ} سمي النجم طارقاً لاختصاصه بالليل وكل قاصد في الليل طارق وأصل الطرق الدق ومنه المطرقة وقاصد الليل طارق لاحتياجه في وصوله إلى الدق. {النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)} {الثَّاقِبُ} المضيء «ع» أو المتوهج أو المنقض أو المرتفع على النجوم كلها أو الثاقب للشياطين إذا رموا به أو الثاقب في سيره ومجراه وهو الثريا أو زُحل قاله علي رضي الله تعالى عنه. {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)} {لَّماَّ} بمعنى «إلا» أو «ما» زائدة تقديره لعليها {حَافِظٌ} من الله تعالى يحفظ رزقه وأجله أو ملائكة يكتبون عمله. {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)} {الصُّلْبِ} صلب الرجل وترائبه «ح» أو صبله وترائب النساء و{وَالتَّرَآئِبِ} الصدر أو ما بين المنكبين إلى الصدر أو موضع القلادة «ع» أو أربعة أضلاع من الجانب الأسفل أو أربعة من يمنه الصدر وأربعة من يسرته حكاه الزجاج أو بين اليدين والرجلين والعينين أو عصارة القلب. {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)} {رَجْعِهِ} رد المني إلى الإحليل أو إلى الصلب أو رد الإنسان من الكبر إلى الشباب ومن الشباب إلى الصبا ومن الصبا إلى النطفة أو بعثه في الآخرة أو حبس الماء في الإحليل فلا يخرج. {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)} {تُبْلَى} تظهر {السَّرَآئِرُ} كل ما أسر من خير أو شر أو إيمان أو كفر أو الصلاة والصوم وغسل الجنابة وهي أمانة الله تعالى على ابن آدم. {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)} {قُوَّةٍ} عشيرة، والناصر: الحليف أو قوّة في بدنه {وَلا نَاصِرٍ} من غيره يمنعه من عذاب الله تعالى ولا ينصره عليه. {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)} {الرَّجْعِ} المطر لرجوعه كل عام «ع» أو السحاب لرجوعه بالمطر أو الرجوع إلى ما كانت عليه أو النجوم الراجعة. {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)} {الصَّدْعِ} النبات لانصداعها عنه «ع» أو الأودية لانصداعها بها أو الطرق التي تصدعها بها أو الطرق التي تصدعها المشاة أو الحرث لأنه يصدعها. {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13)} {إِنَّهُ لَقَوْلٌ} وعده برجع الإنسان وابتلاء سرائره وفقده القوّة والناصر {فَصْلٌ} أي حد أو عدل أو أراد القرآن فصل حق «ح» أو فصل ليس بالهزل. {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)} {بِالْهَزْلِ} اللعب أو الباطل أو الكذب. {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15)} {يَكِيدُونَ} يمكرون بالرسول صلى الله عليه وسلم في دار الندوة ليثبتوه أو ليقتلوه. {وَأَكِيدُ كَيْدًا (16)} {وَأَكِيدُ} في الآخرة بالنار وفي الدنيا بالسيف. {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)} {رُوَيْدَاً} قريباً «ع» أو انتظاراً أو قليلاً فقتلوا ببدر، مهل وأمهل واحد أو مهل كف عنهم وأمهل انتظر عذابهم. {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} {سَبِّحِ اسْمَ} عظم ربك «ع» أراد المسمى أو نزه اسمه أن يسمى به غيره أو ارفع صوتك بذكره أو صلِّ باسم ربك بأمره أو افتتح الصلاة بذكره أو اذكره بقلبك في نيتك للصلاة. {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2)} {خَلَقَ} آدم {فَسَوَّى} خلقه. {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)} {قَدَّرَ} الشقاء والسعادة وهدى الرشد والضلالة أو قدر الأرزاق والأقوات وهدى الإنس للمعاش والبهائم للرعي أو قدر الذكور والإناث وهدى الذكر لإتيان الأنثى. {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)} {غُثَآءً} ما يبس من النبات فصار هشيماً تذروه الرياح والأحوى الأسود أو الغثاء ما احتمله السيل من النبات والأحوى المتغير أو تقديره أحوى فصار غثاء والأحوى ألوان النبات الحي من أخضر وأحمر وأصفر وأبيض يعبر عن جميعه بالسواد وبه سمي سواد العراق والغثاء النبت اليابس وهذا مثل ضرب لذهاب الدنيا بعد نضارتها. {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)} {فَلا تَنسَى} لا تترك العمل. {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)} {إِلا مَا شَآءَ اللَّهُ} تعالى أن يرخص في تركه فيكون نهياً أو أخبره ألا ينسى من القرآن إلا ما شاء الله تعالى أن ينسخه فينساه أو يؤخر إنزاله فلا يقرؤه، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: كان إذا نزل جبريل عليه السلام بالوحي يقرؤه خِيفة أن ينساه فنزلت. {الْجَهْرَ} ما حفظته من القرآن {وَمَا يَخْفَى} ما نسخ من حفظك أو الجهر ما عمله وما يخفى ما سيعمله «ع» أو ما أظهره وما ستره أو ما أسرَّه في يومه وما سيسره بعد يومه. {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)} {لِلْيُسْرَى} للخير أو الجنة أو الدين اليسر. {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9)} {فَذَكِّرْ} بالقرآن أو بالله تعالى {إِن نَّفَعَتِ} إنْ قبلت أو ما نفعت فلا تكون «إنْ» شرطاً لأنها نافعة بكل حال. {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12)} {الْكُبْرَى} نار جهنم والصغرى نار الدنيا أو الكبرى الطبقة السفلى من جهنم وهي نار الكفار والصغرى نار الدنيا في الطبقة العليا. {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13)} {لا يَمُوتُ} ولا يجد روح الحياة أو لا يستريح بالموت ولا ينتفع بالحياة. {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)} {تَزَكَّى} تطهر من الشرك بالإيمان «ع» أو كان عمله زاكياً نامياً أو زكاة الفطر أو زكوات الأموال كلها. {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)} {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ} بالتوحيد أو الدعاء والرغبة أو الاستغفار والتوبة أو بذكره بقلبه في صلاة خشوعاً له رجاءً وخوفاً أو يذكره بلسانه عند إحرامه بالصلاة فإنها لا تنعقد إلاّ بذكره أو يفتتح كل سورة بالبسلمة. {فَصَلَّى} الخمس «ع» أو العيد أو يتطوع بصلاة بعد زكاة. {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16)} {تُؤْثِرُونَ} أيها الكفار الحياة الدنيا على الآخرة أو أيها المؤمنون تكثرون من الدنيا ولا تكثرون من الثواب. {وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)} {خَيْرٌ} للمؤمن من الدنيا {وأبْقَى} للجزاء أو خير في الخير وأبقى في البقاء. {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18)} {إِنَّ هَذَا} القرآن لفي الصحف «ح» أو ما قصه في هذه السورة أو أنّ الآخرة خير وأبقى. {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} {هَلْ} قد أو بمعنى الاستفهام معناه إن لم يكن أتاك فقد أتاك {الْغَاشِيَةِ} القيامة تغشى الناس بالأهوال «ع» أو النار تغشى وجوه الكفار. {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2)} {وُجُوهٌ} عامة في الكفار أو خاصة باليهود والنصارى {يَؤمَئِذٍ} يوم القيامة أو في النار {خَاشِعَةٌ} ذليلة بالمعاصي أو تخشع من العذاب فلا ينفعها. {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3)} {عَامِلَةٌ} في الدنيا بالمعاصي أو عاملة في النار بالانتقال من عذاب إلى عذاب {نَّاصِبَةٌ} في المعاصي أو في النار. {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4)} {حَامِيَةً} تحمى من ارتكاب المعاصي أو تحمي نفسها أن تطاق وأن ترام أو تحمى غضباً وغيظاً للانتقام منهم، حمى فلان إذا غضب أو دائمة الحمى لا تنقطع ولا تنطفىء بخلاف نار الدنيا. {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ (5)} {ءَانِيَةٍ} حاضرة أو بلغت أناها وحان شربها وأنى حرها فانتهى «ع». {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6)} {ضَرِيعٍ} شجرة كثيرة الشوك تسميها قريش الشِّبْرقِ «ع» فإذا يبس في الصيف فهو الضريع أو السلي أو الحجارة أو النوى المحرق أو ضريع بمعنى مضروع يضرعون عنده طلباً للخلاص منه. {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10)} {عَالِيَةٍ} لأنها أعلى من النار أو هم في أعاليها وغرفها ليلتذوا بالارتفاع أو ليشاهدوا ما فيها من النعيم. {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11)} {لاغِيَةً} كلمة لغو كذب «ع» أو إثم أو شتم أو باطل أو معصية أو حلف يمين برة ولا فاجرة أو ليس في كلامهم كلمة تلغى لأنهم لا يتكلمون إلا بالحكمة وحمد الله تعالى. {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13)} {مَّرْفُوعَةٍ} بعضها فوق بعض أو في أنفسهم لجلالتها وحبهم لها أو مرفوعة المكان ليلتذوا بارتفاعها أو ليشاهدوا ملكهم ونعيمهم. {وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14)} {مَّوْضُوعَةٌ} بين أيديهم ليلتذوا بالنظر إليها لأنها ذهب وفضة أو مستعملة على الدوام لاستدامة شربهم. {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15)} {وَنَمَارِقُ} الوسائد والمرافق. {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)} {وَزَرَابِىُّ} البسط الفاخرة أو الطنافس المخملة {مَبْثُوثَةٌ} مبسوطة أو بعضها فوق بعض أو كثيرة أو متفرقة. {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)} {أَفَلا يَنظُرُونَ} ذكر هذه الآيات ليستدلوا على قدرته على البعث وعلى وحدانيته أو لما نعت ما في الجنة عجب منه الضالون فذكر لهم عجائب صنعه ليزول تعجبهم. {الإِبِلِ} السحاب والأظهر أنها من النَّعَم وخصها لأن ضروب الحيوان أربعة حلوبة وركوبة وأكولة وحمولة وقد جمعت الإبل هذه الخلال الأربع فكان الإنعام بها أعم وظهور القدرة فيها أتمّ. {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21)} {فَذَكِّرْ} بالنعم أو عِظْ. {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)} {بمسيطر} بمسلط أو بجبار أو برب تكرههم على الإيمان. {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23)} {إِلا مَن تَوَلَّى} فلست له بمذكر أو فَكِلْه إلى الله تعالى ثم أُمِر بالسيف «ح». تولى عن الحق وكفر النعمة أو تولى عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر بالله عزّ وجلّ. {وَالْفَجْرِ (1)} {وَالْفَجْرِ} انفجار الصبح من أفق المشرق، وعبر به عن النهار كله لانه أوله «ع» أو أراد بدو النهار من كل يوم أو صلاة الصبح «ع» أو فجر يوم النحر خاصة. {وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)} {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} عشر ذي الحجة «ع». مأثور أو عشر أول المحرم أو العشر الأواخر من شهر رمضان أو العشر التي أتمّها الله تعالى لموسى. {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)} {وَالشَّفْعِ} الصلاة منها شفع ومنها وتر مأثور أو صلاة المغرب شفعها ركعتان ووترها الثالثة أو الشفع يوم النحر {وَالْوَتْرِ} يوم عرفة مأثور، أو الشفع يوما منى والوتر ثالثهما أو الشفع عشر ذي الحجة والتوتر أيام التشريق أو الشفع الخلق الأرض والسماء والحيوان والنبات لكل شيء منه مثل، والوتر الله لأنه لا مثيل له، أو الخلق كله شفع ووتر أو الشفع آدم وحواء لأنه كان وتراً فشفع بها فصار شفعاً بعد وتر أو العدد لأن جمعيه شفع ووتر. {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)} {وَالَّيْلِ} ليلة القدر لسراية الرحمة فيها أو ليلة مزدلفة أو جنس الليالي {يسري} أظلم أو سار لأنه يسير بمسير الشمس والفلك فينتقل من أفق إلى أفق إذا سرى فيه أهله. {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)} {حِجْرٍ} عقل «ع» أو حلم أو دين أو ستر أو علم. {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)} {إِرَمَ} هي الأرض أو دمشق أو الإسكندرية أو أمة من الأمم أو قبيلة من عاد أو إرم جد عاد أو أبوه فهو عاد بن إرم بن عَوْص بن سام بن نوح أو إرم القديمة أو الهالك، أرم بنو فلان: هلكوا أو رمهم الله تعالى فجعلهم رميماً فلذلك سماهم إرم. {الْعِمَادِ} الطول «ع» رجل معمد إذا كان طويلاً قال قتادة كان طول أحدهم اثني عشر ذراعاً أو لأنهم كانوا أهل خيام وأعمدة ينتجعون الغيوث أو القوّة والشدّة أخذاً من قوّة الأعمدة أو البناء المحكم بالأعمدة. {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)} {لَمْ يُخْلَقْ} مثل مدينتهم ذات العماد أو مثل عاد لطولهم وشدتهم. {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)} {جَابُواْ} قطعوا الصخر ونقبوه بيوتاً أو طافوا لأخذ الصخر {بالوادي} وادي القرى. {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10)} {الأَوْتَادِ} الجنود سمي بذلك لكثرة جنوده «ع» أو كان يعذب الناس بأوتاد قيدها في أيديهم وأرجلهم وبذلك قتل زوجته آسية أو البنيان لكثرة بنيانه أو كانت له مظال وملاعب على أوتاد وحبال يلعب له تحتها. {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13)} {سَوْطَ عَذَابٍ} قسط عذاب كالعذاب بالسوط أو خلط عذاب لأنه أنواع أو وجيع من العذاب أو كل ما عذب الله تعالى به فهو سوط عذاب قال قتادة: فكان سوط عذاب هو الغرق. {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)} {لَبِالْمِرْصَادِ} بالطريق أو الإنتظار.
|