الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة: .قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .[سورة يوسف: آية 1] .الإعراب: جملة: {تلك آيات...} لا محلّ لها ابتدائيّة. .البلاغة: وهو فن مشهور ذائع في كلام البلغاء، وهو امتزاج ما يقدمه الكاتب أو الشاعر في البسط بأول ما استهل به كلامه- كالبيت الأول من القصيدة والفقرة الأولى من المقالة- على أن يختلس ذلك اختلاسا رشيقا دقيق المعنى، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع في الثاني، لشدة الممازجة والالتئام، كأنهما أفرغا في قالب واحد، أو يوطئ الكاتب فيه بفصل لفصل يريد أن يأتي بعده، وإما بنكتة تشير إلى معنى الفصل المستقبل كقوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} فإنه سبحانه وطأ بهذا الفصل إلى ما يأتي بعده من سرد قصة يوسف عليه السلام، فتخلص به إلى ذكر القصة تخلصا بارعا، فإن النكتة التي أشارت إلى وصف هذه القصة بنهاية الحسن دون سائر قصص الأنبياء المذكورة في القرآن، وهي قوله: {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} فإن المخاطب إذا قرع سمعه هذا الوصف للقصة تنبه إلى تأملها، فيجد كل قضية فيها ختمت بخير، وكل ضيق انتهى إلى سعة، وكل شدة آلت إلى رخاء. .الفوائد: 1- في سبب نزولها قولان: أ- روي عن سعيد بن أبي العاص رضي اللّه عنه قال: لما أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم تلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول اللّه حدثنا، فأنزل اللّه عز وجل: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} فقالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا، فأنزل اللّه تعالى: {الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ} إلى قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}. ب- روى الضحاك عن ابن عباس قال: سألت اليهود النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم فقالوا: حدثنا عن أمر يعقوب وولده وشأن يوسف، فأنزل اللّه عز وجل: {الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ}. .[سورة يوسف: آية 2] .الإعراب: جملة: {إنّا أنزلناه...} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {أنزلناه...} في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: {لعلّكم تعقلون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ، أو تعليليّة. وجملة: {تعقلون} في محلّ رفع خبر لعلّ. .الفوائد: من المعلوم أن الحال تأتي اسما مشتقا تبين حال اسم سابق لها يسمى صاحب الحال، والحالة العامة أن تأتي الحال مشتقة لشبهها بالصفة، والصفة شيء مشتق، لكننا كما نعلم بأنه لكل قاعدة شواذ، وقد أجاز النحويون مجي ء الحال جامدة إذا أمكن تأويلها بمشتق، وقد ورد هذا في الآية الكريمة في قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} فقرآنا اسم جامد وقد جاء حالا، وهذا كثير في لغة العرب وأساليبهم، ومثله قولنا: (كرّ علي أسدا) يمكن تأويلها بـ (كر علي شجاعا). 2- هل يمكن أن يقال: في القرآن شيء بغير العربية؟ قال أبو عبيدة من زعم أن في القرآن لسانا غير العربية فقد قال بغير الحق، وأعظم على اللّه القول. واحتج بهذه الآية {إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}. وروي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة، أن فيه من لسان غير العربية مثل: سجيل- المشكاة- اليمّ- إستبرق. وهذا هو الصحيح المختار. وكلا القولين صواب إن شاء اللّه تعالى ووجه الجمع بينهما، أن هذه الألفاظ لما تكلمت بها العرب، ودارت على ألسنتهم، صارت عربية فصيحة، وإن كانت غير عربية في الأصل وبهذا نجمع بين القولين، وفي علم أصول النحو قرر العلماء قاعدة مفادها بأنه إذا دخل كلمة أو أكثر إلى لغة قوم وتداولوها وصارت شائعة بينهم ومستعملة، فإنها تصبح من صميم لغتهم، ولا ضير في ذلك، فأمم الأرض يتأثر بعضها ببعض ويكتسب بعضها من بعض، وهذه ظاهرة عالمية، بل في جميع لغات الدنيا. .[سورة يوسف: الآيات 3- 4] .الإعراب: والمصدر المؤوّل: {ما أوحينا} في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ {نقصّ}. جملة: {نحن نقصّ...} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {نقصّ...} في محلّ رفع خبر نحن. وجملة: {أوحينا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). وجملة: {إنّه كنت...} في محلّ نصب حال. وجملة: {كنت.. من الغافلين} في محلّ رفع خبر (إن) المخفّفة. {إذ} ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بالغافلين، {قال} فعل ماض {يوسف} فاعل مرفوع، وامتنع من التنوين للعلميّة والعجمة {لأبيه} جارّ ومجرور متعلّق بـ {قال} وعلامة الجرّ الياء فهو من الأسماء الخمسة، و (الهاء) مضاف إليه {يا} حرف نداء {أبت} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم، ونقلت الكسرة- كسرة المناسبة- إلى التاء المبدلة من ياء المتكلّم.. و (الياء) المحذوفة مضاف إليه {إنّي} مثل إنّا {رأيت} فعل ماض وفاعله {أحد عشر} جزءان عدديان مبنيّان على الفتح في محلّ نصب مفعول به {كوكبا} تمييز منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين {الشمس و القمر} اسمان معطوفان على أحد عشر منصوبان {رأيت} مثل الأول و (هم) ضمير مفعول به (اللام) حرف جرّ و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {ساجدين}، وهو حال من مفعول {رأيت} لأن الرؤية بصريّة وإن كانت في النوم. وجملة: {قال يوسف...} في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: {يا أبت...} في محلّ نصب مقول القول. وجملة: {إنّي رأيت...} لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: {رأيت أحد عشر...} في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: {رأيتهم} لا محلّ لها استئناف بيانيّ. .الصرف: {أبت}، يجوز كتابة التاء المبدلة من ياء المتكلّم مبسوطة {أبت}، أو مربوطة (أبة)، وقد كسرت التاء في قراءة حفص. {أحد عشر}، لفظ (أحد) لا يكون إلّا مع العشرة، أمّا مع ألفاظ العقود فيستعمل (واحد) زنة فاعل وانظر الآية (102) من سورة البقرة في تصريف (أحد). .البلاغة: 2- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: {رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ} حيث شبه المذكورات بقوم عقلاء ساجدين، والضمير والسجود قرينة، أو أحدهما قرينة تخيلية والآخر ترشيح. .الفوائد: ورد في هذه الآية ما يثبت أن الرؤيا حق، وأنّ وراءها ما وراءها. وقد جاءت أحداث القصة لتثبت رؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام. وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي قتادة قال: كنت أرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم يقول: «الرؤيا الصالحة من اللّه، والرؤيا السوء من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى أحدكم ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا وليتعوذ باللّه من الشيطان الرجيم، فإنها لا تضره». وهناك ما يسمّى بأضغاث الأحلام، وهو عبارة عن أوهام يراها النائم، نتيجة لوضعه النفسي، ولا شيء وراءها. .[سورة يوسف: الآيات 5- 6] .الإعراب: والمصدر المؤوّل: (أن يكيدوا) معطوف على مصدر مقدّر مستخرج من الكلام المتقدّم أي لا يكن منك قصّ للرؤيا فكيد منهم لك. جملة: {قال...} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {يا بنيّ...} في محلّ نصب مقول القول. وجملة: {لا تقصص...} لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: {يكيدوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: {إنّ الشيطان.. عدوّ} لا محلّ تعليليّة. (الواو) عاطفة (الكاف) حرف جرّ وتشبيه، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يجتبيك.. و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطاب {يجتبي} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و (الكاف) مفعول به {ربّك} فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه (الواو) استئنافيّة، {يعلّمك} مثل يجتبيك {من تأويل} جارّ ومجرور متعلّق بـ (يعلّم)، {الأحاديث} مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة {يتمّ} مثل يجتبي {نعمته} مفعول به منصوب.. و (الهاء) مضاف إليه {عليك} مثل لك متعلّق بـ {يتمّ}، (الواو) عاطفة {على آل} جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به {عليك} فهو معطوف عليه {يعقوب} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف (الكاف) حرف جرّ وتشبيه (ما) حرف مصدريّ (أتمّ) فعل ماض، والفاعل هو و (ها) ضمير مفعول به {على أبويك} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أتمّها} وعلامة الجرّ الياء.. و (الكاف) مضاف إليه {من} حرف جرّ {قبل} اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بـ {أتمّها}. والمصدر المؤوّل: {ما أتمّها} في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يتمّ.. أي يتمّ نعمته إتماما كإتمامها على أبويك. {إبراهيم} بدل من أبويك مجرور وعلامة الجرّ الفتحة- أو عطف بيان- {إسحاق} معطوف على إبراهيم بالواو مجرور {إنّ ربك عليم} مثل إنّ الشيطان عدوّ.. و (الكاف) في ربّك مضاف إليه {حكيم} خبر ثان مرفوع. وجملة: {يجتبيك ربّك} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: {يعلّمك...} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {يتمّ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {يعلّم} ك. وجملة: {أتمّها...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). وجملة: {إنّ ربّك عليم...} لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل. .الصرف: (رؤيا)، اسم لما يراه الإنسان في نومه، فعله رأى، وزنه فعلى بضمّ الفاء، والألف رسمت طويلة- وإن كانت رابعة- لأن ما قبلها ياء، جمعه رؤي زنة فعل بفتح العين وضمّ الفاء. (إخوة)، جمع أخ، اسم محذوف اللام أصله أخو لأن مثنّاه أخوان، وزنه فع، ووزن إخوة فعلة. {كيدا}، مصدر كاد، واستعمل في موضع الاسم، وزنه فعل بفتح فسكون. .[سورة يوسف: آية 7] .الإعراب: جملة: {كان في يوسف.. آيات} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
|