الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: إعراب القرآن **
وذلك يجيء في الواو والياء وربما يكون في الألف قال الله تعالى: " وذلك قولهم: أخراهم طريق أولاهم كما قيل: يراد ألاهم. وقال: " وقال رؤبة: وصاني العجاج فيما وصنى فنظير حذف هذه الحروف للتخفيف حذف الحركات أيضا له في نحو قوله: وقد بداهنك من المئزر وقوله: فاليوم أشرب غير مستحقب وحذف الياء أكثر من حذف الألف لخفاء الألف ألا تراه قال: ورهط ابن المعل أقل من قوله: " نبغ " و " يسر " ولهذا لم يحمل البصريون قوله: " ولكن من قال: يا بني أدغم ياء التصغير في ياء الإضافة وياء الإضافة مفتوحة وحذف لام الفعل. وحذف الألف من هذه الكلمات الثلاث مذهب أبي عثمان. ومن ذلك: إن تاء التأنيث في الواحد لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا نحو: حمزة وطلحة وقائمة ولا يكون ساكنا فإن كانت الألف وحدها من سائر الحروف جازت وذلك نحو: قطاة وحصاة وأرطاة وحبنطاة أفلا ترى إلى مساواتهم بين الفتحة والألف حتى كأنها هي هي. وهذا أحد ما يدل على أن أضعف الحروف الثلاثة الألف دون أختيها لأنها قد خصت هنا بمساواة الحركة دونها. ومن ذلك أنهم قد بينوا الحرف بالهاء كما بينوا الحركة بها وذلك قولهم: وازيداه واغلاماه واغلامهوه واغلامهيه وانقطاع ظهراه. فهذا نحو من قولهم: أعطيتكه ومررت بكه واغزه ولا تدعه والهاء في كله لبيان الحركة. ومن ذلك قراءة من قرأ: " وقولهم: القود والحوكه والخونة. وقد جرت الياء والواو هنا في الصحة لوقوع الحركة بعدهما مجراهما فيها لوقوع حرف اللين ساكنا بعدهما نحو: القواد والعياب والصياد و " ومنه: باب قدر و هند في باب ما لا ينصرف في الثلاثي المؤنث: الحركة في قدر بمنزلة حرف نحو زينب و عقرب. ومنه حذف الحرف من جمزى لما جرى الميم متحركا جرى مجرى الخماسي نحو: مرتمى ومرتضى.
وهو شيء عزيز نادر حتى قالوا: إنه يجوز في ضرورة الشعر ولكن أبا علي حمل قوله: " ومن ذلك قوله: " ومثله قول عمران: قد كنت عندك حولاً لا تروعنى فيه روائع من إنس ولا جانى ومن ذلك قراءة من قرأ: " فهذه على لغة من وقف على أنا فقال: أنا. ومثله: " ومن ذلك قراءة حمزة: " ومما يقوى ذلك أن قوما قالوا في الوقف: أفعى وأفعو أبدلوا من الألف الواو والياء. ثم أجروها في الوصل مجراها في الوقف فقالوا: هذا أفعويا. وكذلك حمل حمزة في هذا الموضع لأنها كالألف في أنها حرف علة كما أن الألف كذلك ويقوى مقاربتها الألف أن قوما يبدلون منها الهمزة في الوقف فيقولون: رأيت رجلأ ورأيت جبلأ. ويحتمل وجها آخر وهو أن تجعل يأولا من قوله: " ثم أسكن الحرف الثاني كما أسكن من إبل لتوالي الكسرتين أجراها وقبلها ياء فخفف بالإسكان لاجتماع الياءآت والكسرات كما خففت العرب من نحو أسيدى وبالقلب في رحوى ونزلت حركة الإعراب بمنزلة غير حركة الإعراب كما فعلوا ذلك في قوله: فاليوم أشرب غير مستحقب و لا يعرفنكم العرب. وكما أن حركة غير الإعراب نزلت منزلة حركة الإعراب في نحو: رد وفر وعض فأدغم كما أدغم: يعض ويفر لما تعاقب حركات الإعراب على لامها وهي حركة التقاء الساكنين وحركة الهمزة المخففة وحركة النونين ونزلت هذه الحركات منزلة حركة الإعراب حتى أدغم فيها كما أدغم المعرب وكذلك نزلت حركة الإعراب منزلة غير حركة الإعراب في أن استجيز فيها من التخفيف كما استجيز في غيرها وليس تختل بذلك دلالة الإعراب لأن الحكم في مواضعها معلوم كما كان معلوما في المتصل والإسكان للوقف.
فمن ذلك قوله تعالى: " ويحمل الفراء على: " لا معصوم ". ويحمله غيره على بابه ويكون " من رحم " بمعنى: راحم. ومن ذلك قوله تعالى: " ومن ذلك: " والفراء يقول: من ماء دفوق. فهذا كله محمول على النسب. قال الحطيئة: وغررتني وزعمت أن - - ك لابنٌ في الصيف تامر أي: ذو لبن وذو تمر. ومنه عندي: خير الملك سكة مأبورة أو مهرة مأمورة. أي: ذات كثرة لأن أمر القوم: إذا كثروا فهو مثل قوله: " قال: قال أبو عمرو: إنما نعرف مأمورة على هذا الوجه ولا نعرف أمرته. أي: كثرته. وحكاه غيره فإن صح فهو على بابه.
وذكر سيبويه من ذلك قولهم: من كذب كان شرا له أي: كان الكذب شرا له. فمن ذلك قوله تعالى: " أي: فما يزيدهم التخويف. ومنه: " أي: لا يزيد إنزال القرآن إلا خسارا. ومنه: " أي: يزيدهم البكاء والخرور على الأذقان. وقد ذكرنا قديما في قوله: " وفي قوله: " أي: يذرؤكم في الذرء. ومن ذلك قوله: " أي: العدل أقرب للتقوى. ومن ذلك قوله تعالى: " ومعناه: أهل القرية. ومن قرأ بالياء: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله البخل خيرا لهم. وهو في هذه القراءة استشهاد سيبويه. وهو أجود القراءتين في تقدير النحو وذلك أن الذي يقرأ بالتاء يضمر البخل من قبل أن يجرى لفظه تدل عليه والذي يقرأ بالياء يضمر البخل بعد ذكر يبخلون كما قال: من كذب كان شرًّا له. باب ما جاء في التنزيل ما يكون على وزن مفعل بفتح العين ويراد به المصدر ويوهمك أنه مكان فمن ذلك قوله تعالى: " المثوى ها هنا مصدر أي: قال: النار ذات ثوائكم لا بد من هذا ليعمل في الحال ف " خالدين حال والعامل فيه نفس المصدر. وجوز مرة أخرى أن يكون حالا من المضاف إليه والعامل فيه معنى المضامة والممازجة كما قال: " وقال: " فيجوز على هذا أن يكون المثوى المكان. ومن ذلك قوله: " أي: في مواضع سكناهم لا بد من هذا لأنه إذا كان مكانا كان مفردا مضافا إلى الجمع والأحسن في مثل هذا أن يجمع فلما أفرد علمت أنه مصدر. ومثله: " قال سيبويه: وأما ثلثمائة إلى تسعمائة فإنه شاذ كان ينبغي أن يكون مئين أو مئات ولكنهم شبهوه بعشرين وأحد عشر حيث جعلوا ما يبين به العدد واحدا لأنه اسمٌ العدد كما أن عشرين اسم العدد وليس بمستنكر في كلامهم أن يكون اللفظ واحدا والمعنى جميع حتى قال بعضهم في الشعر من ذلك ما لا يستعمل في الكلام. قال علقمة بن عبدة: بها جيف الحسرى فأما عظامها فبيضٌ وأما جلدها فصليب وقال آخر: لا تنكر القتل وقد سبينا في حلقكم عظمٌ وقد شجينا ونظير هذا قول حميد: وما هي إلا في إزار وعلقةٍ مغار ابن همام على حي خثعما ف مغار ليس بزمان لتعلق على به والمضاف فيه محذوف أي وقت إغارة ابن همام. ومثله: كأن مجر الرامسات ذيولها عليه قضيمٌ نمقته الصوانع أي: كان مكان مجر الرامسات ف مجر مصدر لانتصاب ذيولها به والمضاف محذوف. وكذلك قول ذي الرمة: فظل بملقى واحف جزع المعى نصب جزع المعى ب ملقى لأنه أراد به المصدر أي موضع إلقاء واحف جزع المعى. باب ما جاء في التنزيل من حذف إحدى التاءين في أول المضارع فمن ذلك قوله تعالى: " وقال في سورة الأحزاب: " وقال: " والأصل: تتظاهرون و: تتظاهرا فلما اجتمعت تاآن حذفت إحداهما. وكذلك قوله تعالى: " وقال: " وأصله: تتذكرون فحذفت إحدى التاءين والمحذوفة الثانية لأن التكرار بها وقع وليس الأول بمحذوف لأن الأول علامة المضارع والعلامات لا تحذف. ومن ذلك قراءة العامة دون قراءة ابن كثير: " . . تنزل " في الشعراء " ولا تبرجن " " أن تبدل بهن " في الأحزاب " لا تناصرون " في الصافات " ولا تجسسوا " " لتعارفوا " " ولا تنابزوا " في الحجرات " " أن تولوهم " في الممتحنة " تكاد تميز " " لما تخيرون " في القلم " عنه تلهى " في عبس " ناراً تلظى " في الليل " " تنزل الملائكة " في القدر بتشديد الراء. حذفت العامة إحدى التاءين من هذه الحروف وأدغم الأولى في الثانية ابن أبي بزة إجراءً للمنفصل مجرى المتصل نحو: " اطيرنا " " واداركوا ". وترى في كتب النحو يقولون: " وزاد بعضهم على ابن كثير: " فبأى آلاء ربك تتمارى " أي: تتمارى. وروى عن عاصم: " ومن الحذف الذي جاء في التنزيل قوله: " قال أتحاجوني في الله " وقوله: " فبم تبشرونى " وقوله: " أفغير الله تأمرونى ". منهم من يدغم النون الأولى في الثانية ومنهم من يحذف فمن حذف حذف النون الثانية التي يتصل بها ياء الضمير ويبقى علامة الرفع ويكسرها لمجاورة الياء. والدليل على أن النون الثانية هي المحذوفة حذفها في: ليتى و لعلى و: قدى. ولم يجئ عن أحد: " تبشروننى " ولا " فأما قوله: " وروى عن ابن محيصن: " قل أتحاجونا في الله " بنون واحدة مشددة قياسا على ما ذكرناه. قال ابن مجاهد: كان أبو عمرو لا يدغم الحرف إذا لقى مثله في كلمة واحدة وهما متحركان مثل: " أتحاجوننا " و " ومثل قوله: " ومثل هذه الآية قوله: " أتمدوننى بمال " لا يدغمها أبو عمرو وغيره جرياً على الأصل ولأن النون الثانية غير لازمة ألا تراك تقول: تمدون زيدا. وأدغمها حمزة كما أدغم غيره " أتحاجونى " ومن حذف التاء قوله تعالى: " وأن تصدقوا خيرٌ لكم " تقديره: تتصدقوا فأدغمه الجماعة وحذفها عاصم كما حذف هو وغيره. " ولا تيمموا الخبيث ". ومنه قوله: " ومنهم من أدغم فقرأ " تسوى " كما أدغم " تصدقوا ". وقد اختلفوا في حذف هذه التاء أيتها هي فمن قائل المحذوفة الأولى ومن قائل المحذوفة الثانية وهذا هو الأولى لأنهم أدغموها في نحو " تذكرون " و " تزكى ولأنه لو حذف حرف المضارعة لوجب إدخال ألف الوصل في ضروب من المضارع نحو: يذكرون. ودخول ألف الوصل لا مساغ له هنا كما لا يدخل على أسماء الفاعلين والمفعولين لأن حذف الجار أقوى من حذف حرف المضارعة للدلالة عليه بالجر الظاهر في اللفظ يعني في: لاه أبوك. فلهذا خفف الثاني في هذا النحو دون حرف المضارعة لأن الحذف غير سائغ في الأول مما لم يتكرر لأنك قد رأيت مساغ الحذف من الأول من هذه المكررة.
فمن ذلك قوله تعالى: " ولم يجز حمله على اللفظ إذا لا يدخل " من " عليه. وعلى هذا جميع ما جاء في التنزيل في قوله " لا إله إلا الله " خبر لا مضمر ولفظة " الله " محمول على موضع " لا إله ". ومثله: " ومثله: " هل من خالقٍ غير الله " فيمن رفعه. ومثله: " وقيل في قوله: " وقيل: هو محمول على قوله: " ومن ذلك قوله تعالى: " وقيل فيه غير ذلك. ومثله قوله: " وأما قوله: " وهذا قوله: " المتم السبعين باب ما جاء في التنزيل حمل فيه ما بعد إلا على ما قبله وقد تم الكلام فمن ذلك قوله تعالى: " ف " بادى " الرأى منصوب بقوله " اتبعك " وهم لا يجيزون: ما أعطيت أحدا درهما إلا زيداً دينارا وجاز ذا ها هنا لأن " بادى " ظرف والظرف تعمل فيه رائحة الفعل. وقيل: هو نصب على المصدر أي: ابتداء الرأى. قلت: وذكر الأخفش هذه المسائل وفصل فيها فقال: لو قلت: أعطيت القوم الدراهم إلا عمراً الدرهم لم يجز ولكن يجوز في النفي: ما أعطيت القوم الدراهم إلا عمراً الدرهم: فيكون ذلك على البدل لأن البدل لا يحتاج إلى حرف فلا يعطف بحرف واحد شيئان منفصلان وكذلك سبيل إلا. ومثله: " ومثله: " فأما قوله: " وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً " فقد تكلمنا فيه غير مرة في كتب شتى. قال أبو علي: ينبغي أن يكون قوله " قيل: والمعنى الآن آمنت فحذف حيث كان ذكر " آمنت " قد جرى. وهذا لا يمتنع حذفه من الصلة لأنه بمنزلة المثبت وقد تحذف من الصلة أشياء للدلالة. ولا يجوز أن يقدر تعلق " من " من قوله " من وراء حجاب " إلا بهذا لأنك إن قدرت تعلقه بغيره فصلت بين الصلة والموصول بأجنبي ولا يجوز أن يقدر فصل بغير هذا كما قدر في " أو " في قوله: " وأما من رفع فقال: " فهذه مواضع وقعت فيها في ظرفا في موضع حال كما وقع سائر حروف الجر. وعلى هذا الحديث المروى: " أدوا عن كل حرٍّ وعبدٍ من المسلمين " ف " من المسلمين " حال من الفاعلين المأمورين المضمرين كما أنه أدوا كائنين من المسلمين أي: أدوا مسلمين كما أن قوله: " ومن الصالحين " معناه: يكلمهم صالحا. ومعنى " هذا كلامه في التذكرة. ومن هذا يصلح ما في الحجة لأنه قال: ذلك الفعل " يرسل " وقد أخطأ والصحيح ذلك الفعل يكلم. وقال في موضع آخر: " قوله: " من وراء حجاب " في موضع نصب ب أنه في موضع الحال بدلالة عطفه على " وحيا " وكذلك من رفع " فإن قلت: فمن نصب " أو يرسل " كيف القول فيه مع انفصال الفعل ب أن وكونه معطوفا على الحال فالقول فيه: إنه يكون المعنى: أو بأن يرسل فيكون الفاء على هذا في تقدير الحال وإن كان الجار محذوفا. وقد قال أبو الحسن في قوله: " " قال أبو علي في موضع آخر: ما بعد حرف الاستئناء لا يعمل فيما قبله فلا يجوز: ما زيد طعامك إلا أكل لأن إلا مضارع لحرف النفي. ألا ترى أنك إذا قلت: جاءني القوم إلا زيدا فقد نفيت المجئ عن زيد ب إلا فكما لا يعمل ما بعد حرف النفي فيما قبله كذلك لا يعمل ما بعد إلا فيما قبلها. فإن قلت: فهلا لم يعمل ما قبلها فيما بعدها فلم يجز: ما زيد آكل إلا طعامك قيل: ما قبلها يجوز أن يعمل فيما بعدها وإن لم يجز أن يعمل ما بعدها فيما قبلها ألا ترى أنه قد جاز: علمت ما زيد منطلق. وقوله تعالى: " باب ما جاء في التنزيل وقد حذف منه ياء النسب فمن ذلك قوله تعالى: " ومثله. " سلام على آل ياسين " هو جمع الياس مثل: أشعرين في جمع: أشعرى. ومنه قراءة من قرأ: "
|